للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من الوسائل:

أما اضطراب النفس فإنه عندما يخفّ ميزان الإيمان، ووازعه من القلب الذي هو الموجه لأعمال البدن؛ لأنها كالسفينة في مهب الريح، فتتقاذفها التيارات البحرية: يمينًا وشمالاً، حيث تموج بها تقلبات البحر يمنة ويسرة، وتميل النفوس مع العوامل المؤثرة، التي تطغى عليها، إذا لم تجد ما يرسّيها، أو يقودها ليوصلها إلى برّ الأمان، والعامل الموطّن للنفس البشرية: هو الإيمان بالله الذي هو الركيزة الثانية في عقيدة المسلم، التي تريحه وتريح المجتمع معه، ليترابط أبناؤه في أمن وأمان، وما ذلك إلا أن لكل نفس مصدرًا تشريعيًا في سلوكها، ومنهجًا عقديًا في تصرفاتها، إلا أن المنهج السليم، هو المصدر الذي رضيه الله سبحانه لعباده المؤمنين، واختصّ به سبحانه خير أمة أخرجت للناس، وهو دينه الحق الذي بعث به رسله وخاتمهم، نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول سبحانه: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ}.

فإن أيّ منهج غير الإسلام لا يلبّي رغبة ولا يريح نفساً، ولا يحقق أمنًا ترضاه النفوس الصافية، ويريح المجتمعات من المشكلات والفوضى.