غيره من الطرق فإنها تؤدي للضياع، والاضطراب النفسي، ومن ثَمّ يدفع للفساد والإفساد، ويقوده لذلك الفكر الضال المغذّى بالحقد والكراهية، المستمد من أعداء دين الله سبحانه، رغبة في التفريق بين المسلمين وإضعافهم.
وهذا ما يجب تحصين الشباب به، حتى لا يؤثر فيهم الأعداء، بفكرهم الضال، وتأويلاتهم المجانفة للصواب، وفتاواهم الضالة، فيضرّ نفسه وأهله ومجتمعه، ويتسبب في فتح ثغرة على أمته وبني جنسه.
وبعد أن وجده الأعداء مطية سهلة الركوب، تحقِّق مآرب الخصوم، دون أن يبرزوا في المواجهة: لا هم ولا أعوانهم وهذه أمنيتهم في تضليل شباب الأمة، وقد أورد رسول الله صلّى الله عليه وسلم لأصحابه وسيلة إيضاح، تقرّب المعقول بالمفهوم في السبل المتعدّدة، التي ستكون منها الفتن بعده.
فقد كان عليه الصلاة والسلام جالسًا بينهم، فخط في الأرض خطًا مستقيماً، ثم خط خطوطًا عديدة على جنباته، وقرأ الآية الكريمة:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
فأشار صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ هذه الآية إلى الخط المستقيم، ثم قرأ عليه الصلاة والسلام، الآية من سورة الأنعام: