الصغر كالنقش في الحجر، والتسلح بسلاح مكين، وهذا مما يترك أثرًا حسنًا مهما حصل لدى الشباب من غفوة؛ لأنه سريع الإفاقة، إذا وجد مَنْ لديه قدرة على الإقناع والتأثير المحسوس، بقرائنه القريبة من عواطفه.
وأما كون النفس تائهة: فإن من يسير بغير هدى أو معرفة لشرع الله، الذي شرع لعباده فإنه كمن يمشي في ظلام، أو من يسير بغير هدى؛ لأن شرع الله الذي شرع لعباده قد غاب عنه بمن جذبه للمنحدر، وقد بين الله سبحانه حال أولئك التائهين، في تشبيه دقيق محسوس، فقال عز وجل: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (٣٩) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}.
وهذا ما يجب بذل الجهد فيه، حتى لا تتيه العقول، ومن ثم تضيع الأفكار في مسارب ضالة، بعيدة عن المنهج السليم، المستمدّ من مصدري التشريع في دين الإسلام، بدون تأويل أو انحراف.
ولأن طريق المسلك الصحيح في العبادة والعقيدة، كالطرق الموصلة من مكان لمكان، فالذين يأخذون المعروف منها بعلاماته وإرشاداته، فهذا هو الآمن الموصّل للهدف بطمأنينة وارتياح، أما