للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيعطون العلاج المريح على جرعات تُرَاقَبُ نتائجها، كما يعمل الطبيب مع المريض في وصفه للعقاقير وطريقة تناولها، ويُراَقبُ ذهن كل شاب، وفهمه للأحداث من حوله، كما يراقِبُ الطبيب آثار الأدوية مع مريضه .. ومع النية المخلصة –بتوفيق الله-تطمئن القلوب، ويأمن المجتمع.

وقد رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأمته طريقًا من سلكه، وسار فيه – كما قلنا من قبل – سَلِمَ ونجا؛ لأنه عليه الصلاة والسلام، ناصح ومرشد لما فيه الخير والصلاح، وهو خير معلم وموجه عليه الصلاة والسلام.

وحذيفة بن اليمان الصحابي الجليل يقول: «كنت أتعلّم الشر مخافة الوقوع فيه، وكان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر» (١)؛ ولذا علّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقين، فكان أمين سرّ رسول الله عليه الصلاة والسلام.

ولا يجب على الجميع: شبابًا وشيوخًا رجالاً ونساءً أن يعتدّوا بقدراتهم ونظراتهم، لما يدور حولهم بل لا بدّ من الاستشارة والمناصحة، وسؤال الله، بتثبيت القلوب على الحق، والعقيدة الإيمانية الصادقة، إذ إن من انحرف عن جادة الصواب، يعتقد طريقه هو الأمثل والأصوب، وعندما تختلف المعايير وتختلط الأفكار، فإن الله قد أمر بسؤال أهل العلم، المستمد علمهم من مصدري التشريع الإسلامي: كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه


(١) صحيح البخاري المناقب (٣٦٠٦)، صحيح مسلم الإمارة (١٨٤٧)، سنن أبو داود الفتن والملاحم (٤٢٤٤)، سنن ابن ماجه الفتن (٣٩٧٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٣٨٧).