والأب السّوي لا يتمنى لابنه إلا أمثل السبل وأحسنها؛ لأنه يعتز بذلك وهذا من رعايته للأمانة، التي هي من الإيمان، والطفل أثمن جوهرة في عِقْد الأمة، فيجب رعايته، إذا كنا نريد أجيالاً نافعة صالحة ومصلحة.
وهذه الأمور التي يحفظ الله بها الفرد والمجتم، لا تتمّ ويؤجر عليها الإنسان، إلا بالنية الصادقة بالترابط بين الأمن والإيمان، فإنهما سويًا من مادة (أمن) ولأهمية هذه الدلالة، فإن هذه المادة (أمِنَ) ومشتقاتها، قد جاءت في كتاب الله جل وعلا، أكثر من ثمانمائة (٨٠٠) مرة، مما يبرهن على المكانة في الدلالة (١) والحرص على العمل، ولما يوليه الإسلام من عناية، في التوجيه للنفوس البشرية، وما فيه من مصالح فردية، وجماعية.
وهذا من الرقابة الذاتية التي يحسن أن تتمكن عند الشباب، خاصة منذ كانوا أطفالاً حتى يدركوا ما عليهم من دور، وما يجب على من يعنيه توجيههم وتعليمهم من تعاون، في تنبيه هؤلاء للمخاطر المحذّر منها، ومن ذلك حسن الاختيار في المصاحبة والمدارسة .. والبعد عن قرناء لا يطمئن لأفكارهم، ويمثل ذلك في قصص وصور في المواد الدراسية، مما ينمي عقيدة الإيمان وعلاقته بالأمن، والبعد عن كل أمر ضار بالفرد أو المجتمع.
(١) تراجع معاني هذه المشتقات في المعاجم، ومنها المعجم الوسيط في اللغة.