جاء بها أنبياء الله كلّهم لأممهم ليكون امتثالها: إيمانًا راسخاً، وتصديقًا كاملاً لا شك فيه ولا تفريق بين الرسل والملائكة، ولا الكتب المنزلة من عند الله، إلا ما أخبرنا الله في كتابه العزيز به، أنه قد دخله التحريف والكذب، من أهل الكتاب. والتفريق بين أركان الإيمان، وركائز دين الله الحق، ينقض عُرى الإيمان، الذي تحدث به الفرقة.
وقد عرّف العلماء هذا الإيمان: بأنه قول باللسان، وتصديق بالجنان - وهو القلب - وعمل بالأركان وهي الجوارح.
بمعنى أن القول، لا بُد أن يصدقه العمل، وتصاحبه النّية المخلصة، فإذا تمكن هذا الإيمان ورسخ في القلب، الذي هو عليه محور الأعمال، ويسمونه ملك الجوارح؛ لأنه يتحكم فيها، وفي أعمالها، وما ذلك إلا أن دين الله الذي بعث به الرسل واحد، في الحث على أهم الأمور: عبادة الله وحده.
وبنْتُ نبيّ الله شعيب عليه السلام، وصفت لأبيها مساعدة موسى لها في سقيا أغنامها، بأوجز الصفات وأشرفها:{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«إن لكل أمة أميناً، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح»(١)
(١) ينظر أسد الغابة لابن الأثير في ترجمة أبي عبيدة.