القلب؛ لأن عقاب الدنيا أخف من عقاب الآخرة، وفي الآخرة بالأمان من العقاب، مع هذه التوبة الدنيوية التي جعلها الله حاجزًا يردع بعض النفوس الضعيفة، وتُخوّفُ من في قلبه مرض.
وإن في حسن الرعاية لهم، والرقابة لمن يصاحبهم حاجزاً، يحمي من التأثر وحماية من الله، فإذا عُرف: أن الحرابة والتعدّي على الممتلكات قد فرض الله عليها عقابًا شديداً، يردع من يهمّ بالفعل فكيف بالفاعل، حيث بينت آية الحرابة في سورة المائدة (١) عقاب من تسول له نفسه نزع فتيل الأمان، في المجتمع المستقرّ والآمن، أو الاستهانة بحرمات الآخرين، وذلك بالقتل أو الصلب أو تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف، أو النفي من الأرض.
والتّعدي بالقتل أو السرقات، لما في ذلك من جرأة على حُرمة النفوس والممتلكات، التي كفل لها الإسلام أمانًا وحرّم الاستهانة بذلك: نهبًا أو سرقة وحماية عن التسلط بغير حق، بالاستهانة بالحاجز الأمني، والزجر لمن هتك حرمات آمنة وفي حرزها، وهذا من التعدي على مكانة ولي الأمر، الذي جعله الله قيمًا على الحدود، وحارسًا على الأمن في المجتمع الإسلامي بماله من نفوذ ومهابة، وسلطة يجتث الله بها جذور الفتنة وموقدي نارها.
لكن قوّة الإيمان تجعل لدى بعض النفوس حارسًا أمنياً، في المجتمع الإسلامي المتفهّم لشرع الله، وحكمته سبحانه في تشريع