الحدود والزواجر، إذ يروى لكثير من سلف الأمّة أنهم يحاسبون أنفسهم، عن كل هفوة، وبعضهم يعرض يده على النار لتأديب نفسه الأمارة بالسوء، ويخاطب يده، بأنها لم تتحمل نار الدنيا، فكيف بنار الآخرة.
ويُشْعر نفسه بأن الأمان من شدة نار الآخرة، تذكّر هذا في الدنيا وردع النفس عما هو ذنب خفيف، في تلبيس شياطين الإنس والجن عليه، ويبكي وهو يقرأ:{وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا}، وغيرها من الآيات؛ ليشعر نفسه تخوّفًا: كأن حرارة جهنم بين أذنيه.
فكان الجزاء لهذا التعدي والظلم، أن استحق الفاعل ما يردعه، ويخيف غيره نظير التطاول على الأمن والتجرؤ على الحرمات بقتل القاتل، وقطع يد السارق جزاء وفاقًا للاستهانة بالآخرين، وإخافة لمن تسوّل له نفسه العمل كعمله.
ذلك أن الله جعل حدودًا فلا يعتدى عليها، ونهى عن ترويع المسلم وإخافته، هذا على مستوى الفرد، فما بالك بالإرهاب، وأعمال الضالين، والتعدي على من أمّنه الله: من نفس ومال وعرض؟؟.
ثم يأتي نداءات وزواجر، عديدة تؤمّن المسلم وتردع الظالم، وتقمع المعتدي، بالسبّ والشتم، والقذف والتطاول .. وغير هذا من أمور، حفظتها تعاليم دين الله الحق -الإسلام-تبيّن مكانة هذا الدين