وفي هذا ربط كلّ عامل من عوامل الدنيا، التي تجعل الإنسان قلقًا بشأنها، بقوة العقيدة وسلامة الإيمان ونقاوته، وبذلك تخف الوطأة، وتهون المصيبة، فهو جلّ وعلا: يخاطب النفوس بما يطمئنها ويريحها، ويهدئ ثائرتها، فمن استجاب أفلح وأنجح، ومن لا فلا يلومنّ إلا نفسه.
ولن يمرّ بالقارئ لكتاب الله سبحانه آية، إلا ويلمس فيها سرًا عجيبًا وعلاجًا مريحًا، يزيل عن الإنسان كابوس القلق، ومؤشر الاضطراب، ويريحه بالإيمان الصادق إن استجاب, أو باللّوم والثبور إن أصمّ أذنيه عن الحق، وابتعد عن طريق العقيدة السليمة، التي يؤمّن الله بها من أراد به الخير.
يقول بعض العلماء: من كان بالله أعرف كان منه أخوف.
وهذا هو أمكن وأقوى طريق علاجيّ للخروج بالنفس من ذلك الطريق المضطرب، بالأمن الهادئ، حيث اعترفت كثير من أمم الأرض أن سبب وجوده لدى المسلمين، ما هو إلا بقوة الإيمان.
ولم يخفّ ميزان في المجتمع إلا بضعف الإيمان في القلوب، حيث توالت المحن، وتكالبت عليهم الأمم، إلا بعد ما دبّ فيهم ضعف الوازع الإيماني، والتّساهل في أمور الدين، والبعد عن مصدر عزّهم في الاهتمام بكتاب الله، الذي هو أكبر مؤشر يريح النفس، وتطمئن به القلوب؛ لما فيه من عظات وعبر، ووعد ووعيد، ثم البعد عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي يعطي حديثًا لكل