التوحيد، ويأمرهم بالصبر على أذى قريش، حتى يجعل الله لهم مخرجًا، يؤمنهم ويطمئنهم بنصر الله وتأييده، وأن الغلبة لله ولرسوله وللمؤمنين، وهذا أمكن أمان للعبد.
وصبر الكافرين على ما ينزل عليهم من مصائب وكوارث:{وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}.
فهو إن صبر فبغير احتساب، وصبره كصبر البهائم لما يحمل عليها من أثقال، أو تلقى من أصحابها من مشقة، فإنه إن جزع فإنما يجزع بتسخّط على الله، الذي قدّر الأشياء لحكمة وعبرة فحياته قلق وضجر.
والقاسم المشترك بين المؤمن والكافر، في البحث عن الأمان، يبرز في النيّة لحديث جبريل ولتحمّل المصائب والكوارث، وتطبيقه برضى، أو النكوص عنه بتسخّط، والمحرك لذلك العامل الإيماني، الذي تتفتح عنه النفوس وتتقبله الأفئدة، كما توضّحه الآية الكريمة في بلوى تمرّ بالإنسان، فيها محكّ الإيمان بهذا الاختبار في المواقف الصعبة:{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}.