للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولكنه جزاء، يعطي كل ذي حقّ حقه، ويمنع التعدي، وبه تجتث الشرور في المجتمع، ومثله القتل، ولو أحصي عدد من قُطِعَتْ أيديهم، أو قُتِلوا بأحكام شرعية، لكان عددهم على الأصابع؛ لأنها تعلن على الملأ، فأمن بها المجتمع.

إلى جانب الجرائم في المجتمعات الغربية ومن لا يطبّق شرع الله، في عدد القتلى والمشوهين، نتيجة العدوان، وسلب الأموال التي تخرجها الإحصائيات بسبب الجريمة، عندهم لبانت النسبة العالية، التي يعلن بعضها للملأ، علاوة على ما سُلب من أموال.

وما الإعلان في تنفيذ الحدود، إلاّ سياج أمني يحفظ الله به الأنفس، والأموال والأعراض؛ لأن المجرم كالعضو الفاسد، في جسم الإنسان الذي يُصِرُّ الأطباء على قطعه، لسلامة باقي الجسد، يقول سبحانه: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، ويقول صلى الله عليه وسلم في مخزومية سرقت، وجاء قوم لرسول الله صلى الله عليه وسلم يشفعون لها، فغضب وقال: «أتشفع في حدّ من حدود الله، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت، لقطعت يدها» (١)


(١) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء، برقم ٣٢٨٨.