والنفع عن الضر واللذة عن الألم لكان ذلك عالمًا غير هذا ونشأة أخرى غير هذه النشأة وكانت تفوت الحكمة التي مزج لأجلها بين الخير والشر والألم واللذة والنافع والضار) (١)
٥ - لتذلل العباد بين يدي الله سبحانه:
لأن المؤمن إذا أصابه بلاء فزع إلى ربه واتجه إليه وتذلل وخضع بين يديه وطرق أبواب الخير من الصدقات والصلوات لأنه يعلم أن ربه يكشف السوء ويجيب المضطر إذا دعاه.
يقول الإمام ابن القيم:(إن ابتلاء المؤمنين بغلبة عدوهم لهم وقهرهم وكسرهم لهم أحيانًا فيه حكمة عظيمة لا يعلمها على التفصيل إلا الله عز وجل فمنها استخراج عبوديتهم وذلهم لله وانكسارهم له وافتقارهم إليه وسؤاله نصرهم على أعدائهم ولو كانوا دائمًا منصورين قاهرين غالبين لبطروا وأشروا ولو كانوا دائمًا مقهورين مغلوبين منصورًا عليهم عدوهم لما قامت للدين قائمة ولا كانت للحق كلمة)