للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرًا له» (١) وإن لم يشكر ولم يصبر كان كل واحد من الحالين شرًا له (٢) (٣)

٤) لبيان حكمة الله في مزج الخير بالشر:

إن ابتلاء الله – عز وجل – بالمصائب غاية الخلق والأمر وجعله سبحانه بدار التكليف لا في دار الجزاء والنعيم فالابتلاء محك لبيان الشاكر والصابر من الكفار لنعمة ربه المتسخط عليه.

وذكر الإمام ابن القيم: (أن الابتلاء والامتحان من تمام نصره وعزه وعافيته ولهذا كان أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأقرب إليهم فالأقرب يبتلى المرء على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة شدد عليه البلاء وإن كان في دينه رقة خفف عنه ولا يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على وجه الأرض وليس عليه خطيئة وأن ما يصيب المؤمن في هذه الدار من إدالة عدوه عليه وغلبته له وأذاه له في بعض الأحيان أمر لازم لا بد منه وهو كالحر الشديد والبرد الشديد والأمراض والهموم والغموم، فهذا أمر لازم للطبيعة والنشأة الإنسانية في هذه الدار حتى للأطفال والبهائم لما اقتضته حكمة أحكم الحاكمين، فلو تجرد الخير في هذا العالم عن الشر


(١) أخرجه مسلم: ٤/ ٢٢٩٥.
(٢) قاعدة في المحبة ابن تيمية: ١/ ١٥٦، وانظر الفوائد ابن القيم:١/ ١٥٥،عدة الصابرين ابن القيم: ١٢٥.
(٣) قاعدة في المحبة ابن تيمية: ١/ ١٥٦، وانظر الفوائد ابن القيم:١/ ١٥٥،عدة الصابرين ابن القيم: ١٢٥. ') ">