قد يبتلي الله الناس بالبلايا والمصائب والنعم ليتبين شكر المحسن وصبره وكفر المتسخط يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:(ومما يظهر الأمر ما ابتلى الله به عباده في الدنيا من السراء والضراء وقال سبحانه: {فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ (١٥) وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ} (الفجر:١٥ – ١٦). يقول الله سبحانه ليس الأمر كذلك، ليس إذا ما ابتلاه فأكرمه ونعمه يكون ذلك إكرامًا مطلقًا وليس إذا ما قدر عليه رزقه يكون ذلك إهانة بل هو ابتلاء في الموضعين وهو الاختبار والامتحان فإن شكر الله على الرخاء وصبر على الشدة كان كل واحد من الحالين خيرًا له كما قال النبي: «لا يقضي الله للمؤمن قضاء إلا كان خيرًا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء فشكر كان خيرًا له