للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صالحون؟ قال بلى، قالت فكيف يصنع أولئك؟ قال: يصيبهم ما أصاب الناس ثم يصيرون إلى مغفرة من الله ورضوان» (١) وقال -صلى الله عليه وسلم- مبينا أن ظهور الفاحشة والإعلان والجهور بها يسبب المصائب: «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا» (٢) وقال أيضًا -صلى الله عليه وسلم-: «ألا إن الله ليمنع العبد الرزق بذنب يصيبه» (٣) وقال -صلى الله عليه وسلم- «الزنى يورث الفقر» (٤)

وقال الشاعر:

إذا كنت في نعمة فارعها ... فإن المعاصي تزيل النعم

وداوم عليها بذكر الإله ... فإن الإله سريع النقم (٥)

يقول الإمام ابن القم: (إن ابتلاء المؤمن كالدواء له يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه أهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء ويستعد به لتمام الأجر وعلو المنزلة ومعلوم أن وجود هذا خير للمؤمن من عدمه)


(١) أخرجه أحمد: ٦/ ٣٠٤، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:٧/ ٢٦٨: (رواه أحمد بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح) وفي رواية (ما ظهرت فاحشة في قوم إلا سلط الله عليهم الموت ولا منع قوم قط الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر) أخرجه الحاكم:٢/ ١٣٦، وقال (حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد:٧/ ٢٦٦ (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير رجاء بن محمد وهو ثقة).
(٢) أخرجه ابن ماجة بلفظه:٢/ ١٣٣٢، والحاكم:٤/ ٥٨٣، وقال: (صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
(٣) أخرجه ابن ماجه: ٢/ ١٣٣٤ وأحمد: ٥/ ٢٧٧، والحاكم: ٣/ ٥٤٨، وقال: (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
(٤) أخرجه الديلمي في الفردوس: ٢/ ٣٠٢، والشهاب في مسنده، ٥: ١/ ٧٣، وقال: الألباني في: ضعيف الترغيب والترهيب١٤٣٢ (منكر).
(٥) أورده البيهقي في الشعب: ٤/ ١٣٢، ديوان علي بن أبي طالب:١/ ١٤٥. ') ">