للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجزع يقول تعالى: {قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١١) وَمَا لَنَا أَلا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} (سورة: إبراهيم:١١ - ١٢) فعلى العبد ألاّ يظن بالله إلا خيرًا ويرجوه ويحسن الظن به، قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: «أنا عند ظن عبدي بي فلا يظن إلا خيرًا» (١) وفي رواية: «فليظن بي ما شاء» (٢) وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيرا فله وإن ظن شرا فله» (٣)

وقد وب ابن حبان (٤) في صحيحه بهذه العبارة (ذكر إعطاء الله جل وعلا العبد المسلم ما أمل ورجا من الله عز وجل) (٥) فالله هو الذي


(١) أخرجه البخاري: ٤ ٣٢٠.
(٢) أخرجه أحمد ٣/ ٤٩١، وابن حبان: ٢/ ٤٠١، والدارمي: ٢/ ٣٩٥، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(٣) أخرجه أحمد: ٢ ٣٩١، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٢ ٣١٩، (رواه أحمد وفيه ابن لهيعة وفيه كلام).
(٤) أبو حاتم محمد بن حبان التميمي البستي الحباني كان إماما فاضلا مكثرا من الحديث والرحلة والشيوخ عالما بالمتون والأسانيد أخرج من معاني الحديث ما عجز عنه غيره ومن تأمل تصانيفه وطالعها علم أن الرجل كان بحرا في العلوم, ت:٣٥٤هـ. انظر: الأنساب/ السمعاني/:٢/ ١٦٤.
(٥) صحيح ابن حبان: ٢ ٤٠٢. ') ">