للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غدران أرضك قد أضحت لواردها ... ممزوجة بدماء المغل تغترف

دارت عليهم من الشجعان دائرة ... فما نجا سالم منها وقد زحفوا

ونكسوا منهم الأعلام فانهزموا ... ونكصوهم على الأعلام فانقصفوا

ففي جماجمهم بيض الظبا زبر ... وفي كلاكلهم سمر القنا قصف

فروا من السيف ملعونين حيث سروا ... وقتلوا في البراري حيثما ثقفوا

فما استقام لهم في (اعواج) (١) نهج ... ولا أجارهم من (مانع) (٢) كنف (٣)

هذا ومن المفيد أن نعرف بالخليفة الذي غامر بحياته وجاء مجاهدا في سبيل الله يحضر هذه المعركة ويحرض المؤمنين على القتال.

إنه أمير المؤمنين المستكفي بالله أبو الربيع سليمان بن أحمد بن الحسن، ولد سنة ٦٨٣هـ واشتغل بالعلم قليلا، وخطب له سنة ٧٠١هـ، وفوض جميع ما يتعلق به من الحل والعقد إلى السلطان الملك الناصر، وحصل بينه وبين الناصر نفور بعد أن كانت العلاقات بينهما على أحسن ما تكون العلاقات، فغضب عليه السلطان وسيره إلى قوص سنة ٧٣٦هـ! وظل يخطب له حتى توفي بقوص في شعبان سنة ٧٤٠ هـ.

قال ابن حجر: كان فاضلا جوادا حسن الخط جدا، يعرف بلعب الأكره ورمي البندق، وكان يجالس العلماء والأدباء (٤).

ومن المفيد أيضا أن نعرف بالملك الناصر الذي كان له الفضل الكبير في هذه المعركة الفاصلة:

إنه محمد بن قلاوون بن عبد الله الصالحي أبو الفتح، من كبار ملوك دولة المماليك، ودولة المماليك مظلومة في أذهان كثير من مثقفي المسلمين، فهم يتصورون عهدهم عهد


(١) الأعوج: نهر يمر من قرية الكسوة (انظره في الخريطة).
(٢) المانع: جبل في تلك الناحية (انظره في الخريطة).
(٣) انظر ((خطط الشام)) ٢/ ١٣٩.
(٤) انظر في ترجمته ((الدرر الكامنة)) ٢/ ٣٣٦ - ٣٣٨ و ((تاريخ الخلفاء)) ٤٨٤ - ٤٨٧.