للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجابة دعوته، ملتمسة بركته، مكرما معظما، ذا سلطان وكلمة نافذة، وهو مع ذلك يقول للمداحين: أنا رجل ملة لا رجل دولة) (١).

وقد سجل الشعر هذه المعركة وتغنى الشعراء بنصر المسلمين فيها، وسأورد شيئا من ذلك فقد قال محمد بن إبراهيم الجزري يصف هزيمة المغول في هذه المعركة:

مضوا متسابقي الأعضاء , فيهم ... لا رؤسهم بأرجلهم عثار

إذا فاتوا الرماح تناولتهم ... بأرماح من العطش القفار

وقال محمد البزار المنبجي:

إن البغاة بني خاقان أقدمهم ... على هلاكهم الطغيان والأشر

راموا - وقد حشدوا - غلبا فما غلبوا ... وحاولوا النصر تضليلا فما نصروا

يا وقعة المرج مرج الصفر افتخرت ... بك الوقائع في الآفاق والعصر

رفعت بالنصر أعلام الهدى ولقد ... جردت للشرك كسرا ليس ينجبر

وقال شرف الدين بن الوحيد:

ولما غزا قازان عقر ديارنا ... وأعطاه من يعطي ومن يمنع النصرا

تمرد طغيانا وزاد تجبرا ... ولم ينتبه بغيا ولم يستفق سكرا

وجاءت ملوك المغل كالرمل كثرة ... وقد ملكت سهل البسيطة والوعرا

فأنصفت الأيام في الحكم بيننا ... فكانت له الأولى , وكانت لنا الأخرى

وكان نهار السبت بالنصر شاهدا ... بصدق , وكان الوقت قد زحم العصرا

فلله در الترك كم سفكت دما ... وكم قطعت رأسا وكم نحرت نحرا

فولت ولاذت بالجبال تحصنا ... ولولا تخاف القتل لاختارت الأسرا

وقال شمس الدين السيوطي يصف معركة شقحب:

يا مرج صفر بيضت الوجوه كما ... فعلت من قبل (٢) والإسلام يؤتنف

أزهر روضك أزهى عند نفحته ... أم يانعات رءوس فيك تقتطف؟


(١) ((العقود الدرية)) ١٧٥ - ١٧٧.
(٢) يشير إلى أن هذا الموضع كان له ذكر في فتوح الصحابة إذ كان فيه موقعة عظيمة مع الروم.