للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منه كالحر، والبرد، والجوع، والعطش، لكن أن يضره بما يبلغ مراده منه فلا.

ولو توكل على الله حق توكله (وكادته السماوات والأرض بمن فيهن فإن الله يجعل له من ذلك مخرجا) (١)

فالله – عز وجل – يقول: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} (سورة الطلاق: ٣) وكافيه من كل شيء فيه شر.

التوكل على الله يحمي المسلم من المصائب قبل وقوعها بإذن الله:

حتى يدفع العبد الأذى عن نفسه لابد من توكله على الله حق التوكل يقول تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} (سورة المائدة: ١١)، يذكر الله المسلمين بنعمه فقد كان المشركون في أول الأمر هم الغالبين والمسلمون كانوا مقهورين مغلوبين وكان المشركون أبدًا يريدون إيقاع البلاء والقتل والنهب بالمسلمين والله تعالى كان يمنعهم عن مطلوبهم إلى أن قوي الإسلام وعظمت شوكة المسلمين فقال تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ} وهم المشركون {أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ} بالقتل والنهب والنفي فكف الله تعالى بلطفه ورحمته أيدي الكفار عنكم أيها المسلمون ومثل هذا الإنعام


(١) أخرج هذا الأثر الإمام أحمد في كتابه: الزهد، عن وهب بن منبه: ٦٩. ') ">