للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العظيم يوجب عليكم أن تتقوا معاصيه ومخالفته وأن تشكروه عليها بالوفاء له بميثاقه , ثم قال تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ}: أي كونوا مواظبين على طاعة الله تعالى ولا تخافوا أحدًا في إقامة طاعات الله تعالى بل توكلوا على الله تعالى (١)

يقول جابر بن عبد الله: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بِذَاتِ الرِّقَاعِ فإذا أَتَيْنَا على شَجَرَةٍ ظَلِيلَةٍ تَرَكْنَاهَا لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَاءَ رَجُلٌ من الْمُشْرِكِينَ وَسَيْفُ النبي صلى الله عليه وسلم مُعَلَّقٌ بِالشَّجَرَةِ فَاخْتَرَطَهُ فقال تَخَافُنِي قال: لاَ، قال: فَمَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي قال: الله، ثَلاَثًا فَشَامَ (٢) السَّيْفَ ولم يُعَاقِبْهُ وَجَلَسَ) (٣)

فمن توكل على الله حماه من المصائب ودفع عنه البلاء المتوقع مهما عظم يقول تعالى: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (١٧٣) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (سورة آل عمران،: ١٧٣ – ١٧٤).

لقد انتصر المسلمون في غزوة بدر مع قلة العدد والعتاد مقارنة


(١) انظر: جامع البيان/ الطبري ٦/ ١٤٣، والتفسير الكبير/الرازي:١١/ ١٤٤. ') ">
(٢) (فشام سيفه في حديث الأعرابي معناه: أغمده هنا) مشارق الأنوار/ للقاضي أبي الفضل عياض:٢/ ٢٦١. ') ">
(٣) أخرجه: البخاري ٣/ ١٠٦٥، ١٠٦٦، ٤/ ١٥١٥، ومسلم:٤/ ١٧٨٦. ') ">