للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالمشركين وكان ذلك بسبب توكلهم على الحي القيوم.

يقول ابن كثير عند قوله تعالى: {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ} (سورة آل عمران: ١٧٤) أي: لما توكلوا على الله كفاهم ما أهمهم ورد عنهم بأس من أراد كيدهم فرجعوا إلى بلدهم بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء مما أضمر لهم عدوهم واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم) (١)

وقد دفع الله – عز وجل – عن مؤمن آل فرعون الأذى لتوكله على فاطر السماوات والأرض فقد قال مؤمن آل فرعون عندما هدده فرعون وقومه: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} (غافر: ٤٤ - ٤٥).

فنجاه الله عز وجل وحاق وأحاط بآل فرعون العذاب فلا مفر لهم منه (٢) لأنه فوض الأمر وصيره إلى الله وجعله الحاكم فيه (٣) يقول الإمام الطبري: القول في تأويل قوله تعالى: {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ}


(١) تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير: ١/ ٤٣٢. ') ">
(٢) انظر مختار الصحاح/ الرازي: ٦٩. ') ">
(٣) انظر لسان العرب/ ابن منظور: ٧/ ٢١٠. ') ">