(سورة غافر: ٤٤: ٤٥)، يقول تعالى ذكره مخبرًا عن المؤمن من آل فرعون عندما قال لفرعون وقومه فستذكرون أيها القوم إذا عاينتم عقاب الله قد حل بكم ولقيتم ما لقيتموه صدق ما أقول وحقيقة ما أخبركم به من أن المسرفين هم أصحاب النار ... وقوله:{وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ}، يقول: وأسلم أمري إلى الله وأجعله إليه وأتوكل عليه فإنه الكافي لمن توكل عليه ... وقوله:{إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} يقول: إن الله عالم بأمور عباده ومن المطيع منهم والعاصي له والمستحق جميل الثواب والمستوجب سيئ العقاب وقوله: {فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا} يقول تعالى ذكره: فدفع الله عن هذا المؤمن من آل فرعون بإيمانه وتصديق رسوله موسى مكروه ما كان فرعون ينال به أهل الخلاف عليه من العذاب والبلاء فنجاه منه) (١)
وكذلك نجا الله موسى وقومه لتوكلهم على الله من جبروت فرعون وقومه يقول تعالى عنهم: {وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْم إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤) فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (٨٥) وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} (سورة يونس: ٨٤، ٨٥، ٨٦).