للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الدعاء استكبارًا عنه – سبحانه – استحق مقت الله وغضبه يقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} (سورة غافر: ٦٠) , وقال صلى الله عليه وسلم: «إن من لم يسأل الله يغضب عليه» (١) لأنه يتضمن حقيقة العبودية والاعتراف بغنى الرب وافتقار العبد وقدرة الله تعالى وعجز العبد وإحاطة الله تعالى بكل شيء علمًا فالدعاء يزيد العبد قربًا من الله - واعترافًا بفضله – سبحانه ولأن ترك السؤال يعد تكبرًا واستغناء عن الله فمن المستحب للعبد الإكثار من الدعاء لأنه لا يزيده إلا قربًا من ربه واعترافًا بحقه لذلك حث عليه الإسلام (٢) ومعنى الحديث أن من لم يسأل الله يبغضه والمبغوض مغضوب عليه والله يحب أن يسأل ويؤيده هذا الحديث «سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يسأل ... » (٣) وحديث «إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء» (٤) وحديث «إن الله يحب


(١) أخرجه أحمد: ٢/ ٤٤٣، والترمذي: ٥/ ٤٥٦، والحاكم: ١/ ٦٦٧ وقال: **صحيح الإسناد**والبخاري في الأدب المفرد: ١/ ٢٢٩.
(٢) انظر تحفة الأحوذي المباكفوري: ٩/ ٢٢١، وسبل السلام/ الصنعاني: ٤/ ٢١٢. ') ">
(٣) أخرجه الترمذي: ٥/ ٥٦٥، والطبراني في الأوسط: ٥/ ٢٣٠ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٤/ ١٠٠: (فيه بكر بن سهل الدمياطي ضعفه النسائي ووثقه غيره وبقية رجاله ثقات).
(٤) أخرجه الترمذي: ٥/ ٥٥٢، وأحمد: ٥/ ٢٣٤، والحاكم: ١/ ٦٧٠. وقال ابن حجر في فتح الباري: ١١/ ٩٥: (في سنده لين وقد صححه مع ذلك الحاكم وأخرجه الطبراني في الدعاء بسند رجاله ثقات إلا أن فيه عنعنة بقية).