للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الملحين في الدعاء» (١)

يقول الشاعر:

الله يغضب إن تركت سؤاله ... وبني آدم حين يسأل يغضب (٢)

فلا يعجز المسلم عن الدعاء لأنه مقرب إلى الله وتركه مغضب له سبحانه , والعجز مذموم في جميع الأمور فكيف بالدعاء الخالي من المشقة الجالب للمنافع بإذن الله , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أعجز الناس من عجز عن الدعاء» (٣) فهل يعجز لسان العبد عن الدعاء ويعجز عن رفع يديه.

وعلينا كمسلمين أن ندعو الله سبحانه وتعالى ونلح عليه بالدعاء لدفع البلاء وكشف الضراء ولا نقول كما يقول بعض الجهلة: "اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه" بل نسأله سبحانه رد قضاء السوء (٤)؛ لأن الإسلام يحث المسلم بأن يدعو الله


(١) انظر: فتح الباري/ابن حجر: ١١/ ٩٥.
(٢) نسبه الإمام ابن القيم في مدارج السالكين:٣/ ١٣١، لأبي العتاهية. لكن لم أجده في ديوانه ,ولم أجد أحدًا نسبه إليه غير الإمام ابن القيم.
(٣) أخرجه أبو يعلى في مسنده: ١٢/ ٥، وصححه الألباني في السلسلة: ٦٠١.
(٤) فقد قال صلى الله عليه وسلم: (لايرد القضاء إلا الدعاء) , أخرجه: الترمذي ج: ٤ ص: ٤٤٨, وقال: (هذا حديث حسن غريب) ,والطبراني في الكبير ج: ٦ ص: ٢٥١, وأورده: المنذري في الترغيب والترهيب ج: ٢ ص: ٣١٦.