للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبادة، يقول تعالى: {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} (سورة الجن: ١٨) , والمستحب للمسلم ألاّ يجهر بالدعاء لأنه أرجى للقبول (١)؛ لأن الله تعالى قال: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً} (سورة الأعراف: ٥٥) وقال: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلا} (سورة الإسراء: ١١٠) [أي: بقراءتك] أي بين الجهر والمخافتة سبيلاً وسطًا، فإن الاقتصاد في جميع الأمور محبوب ... وخفض الصوت أي غضه وعدم رفعه أولى لبعده من التصنع والرياء، ولدله على خشوع القلب أي خضوعه وانقياده) (٢)

والعبد يلجأ إلى الله دائمًا ليعينه على الدعاء والذكر فالله عز وجل يقول: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (سورة الفاتحة:٥). فله العبادة ومنه العون عليها وله المنة والفضل لأن الإنسان قد يذهل في الشدة عن الأخذ بالأسباب الرافعة للمصائب المنجية منها لذا عليه أن يدعوه في الرخاء حتى يسدده وقت الشدة ولا يكله إلى نفسه طرفة عين.


(١) انظر قول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك عند تفسيره سورة الأعراف في كتابه التفسير الكبير: ٢/ ١٢٥، وانظر التفسير القيم للإمام ابن القيم جمع أويس الندوي:٢٤٥.
(٢) تهذيب رسالة الألفاظ المكفرات/ محمد بن إسماعيل المعروف ببدر الرشيد: ٢٠٥، ب، مخطوطة، مكتبة الملك عبد العزيز.