للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يدلكم على دائكم ودوائكم فأما داؤكم فالذنوب وأما دواؤكم فالاستغفار) (١) فالاستغفار لا يقتصر على دفع المصائب وجلب النعم بل إنه بإذن الله يرفعها بعد وقوعها. ومما يبين فوائد الاستغفار العظيمة قوله صلى الله عليه وسلم: «من لزم الاستغفار جعل الله تعالى له من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» (٢)

فإذا وقع المسلم في هم أو فقر أو مرض أو ضاقت عليه الدنيا فعليه أن يلزم (٣) الاستغفار ويكثر منه سواء كان قائمًا أو قاعدًا أو على جنبه حتى يحوز على رضا الرحمن فإن الرسول صلى الله عليه وسلم: «كان يستغفر في اليوم أكثر من سبعين مرة» (٤) وفي بعض


(١) لم أجده إلا عند ابن رجب في جامع العلوم والحكم: ٣٩٧. ') ">
(٢) أخرجه أبو داود: ٢/ ٨٥، وأحمد: ١/ ٢٤٨، وابن ماجه: ٢/ ١٢٥٥، والحاكم: ٤/ ٢٩١، وقال: (حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه).
(٣) يقول ابن منظور في لسان العرب: ١٢/ ٥٤١: (لزم: اللزوم معروف والفعل لزم يلزم والفاعل لازم والمفعول به ملزوم لزم الشيء يلزمه لزمًا ولزومًا ولازمه ملازمة ولزامًا والتزمه وألزمه إياه فالتزمه ورجل لزمه يلزم الشيء فلا يفارقه).
(٤) أخرجه أبو داود: ٢/ ٨٤، وابن حبان: ٣/ ٢٠٤، والطبراني في الأوسط: ٢/ ٢١٢. والبزار في مسنده: ١/ ٣ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ١٠/ ٢٠٨ (عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأستغفر الله في اليوم سبعين مرة وفي رواية (إني لأتوب) مكان (إني لأستغفر) رواه الطبراني في الأوسط كله وروى معه (إني لأتوب)، وأبو يعلى والبزار (إني لأستغفر) بإسناد حسن، وأحد إسنادي أبي يعلى في حديث (إني لأتوب إلى الله) رجاله رجال الصحيح وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إني لأستغفر الله وأتوب إليه سبعين مرة) وفي رواية (أكثر من سبعين مرة) وفي رواية (مائة مرة) رواها كلها الطبراني في الأوسط وأسانيدها حسنة).