للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيها ثلثه» (١) فكيف يأتي الفقر والفاقة مع الإنفاق والتصدق إنما تتالى المحن وتتتابع مع الشح وقبض اليد فالحافظ للعبد وماله هو الله وليس الإنسان، يقول تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (سورة الليل:٥ - ١٠).

فينبغي للمسلم الإكثار من الصدقات قبل حلول البلاء لأنها تدفعه بإذن الله قال صلى الله عليه وسلم: «باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها» (٢) أي إن الصدقة تدفع البلاء فتكون حاجزًا دون


(١) أخرجه مسلم: ٤/ ٢٢٨٨.
(٢) أخرجه البيهقي في السنن: ٤/ ١٨٩، وقال: (موقوف .. وروي عن أبي يوسف القاضي عن المختار بن فلفل مرفوعًا) والطبراني في الأوسط: ٦/ ٩ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٣/ ١١٠: (رواه الطبراني في الأوسط وفيه عيسى بن عبد الله بن محمد وهو ضعيف).وقال العجلوني في كشف الخفاء ٢/ ٢٩: (ذكر السيوطي أن البيهقي في الشعب أخرجه بهذا عن علي وفي جامع رزين وليس في شيء من أصوله حديثه ولفظه (باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطاها)، وقال العجلوني أيضا في كشف الخفاء: ١ ٣٢٦: (قال في المقاصد نقلاً عن الحافظ ابن حجر وليس الحديث بموضوع كما فعل ابن الجوزي لا سيما وفي معناه ما أورده الديلمي عن أنس رفعه (الصدقات بالغدوات تذهب بالعاهات) وما رواه الطبراني بسند فيه ضعيف عن علي بن أبي طالب رفعه مثله وذكره رزين في جامعه وكذا البيهقي عن أنس موقوفًا ونقل الحافظ ابن حجر أن المرفوع وهم)