للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالوالدين, ولقد حث الإسلام على إكرام الوالدين والبر بهما والبعد عن عقوقهما ومما ورد في كتاب الله عز وجل من الوصاية بهما: قوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (سورة النساء:٣٦)، وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا} (سورة العنكبوت: ٨)، وقوله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (سورة لقمان: ١٤)، وقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا (٢٣) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (سورة الإسراء: ٢٣، ٢٤).

يقول ابن كثير: يقول الله تعالى (آمرًا بعبادته وحده لا شريك له فإن القضاء ههنا بمعنى الأمر قال مجاهد وقضى يعني وصى وكذا قرأ أبي بن كعب وابن مسعود ... ({وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا} (سورة الإسراء٢٣)، ولهذا قرن بعبادته بر الوالدين فقال: {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} أي وأمر بالوالدين إحسانًا كقوله في الآية الأخرى {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} (١) (٢)


(١) تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير: ٣/ ٣٥.
(٢) تفسير القرآن العظيم/ ابن كثير: ٣/ ٣٥. ') ">