للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجب احترامهما في الكبر خاصة فلا يقال لهما قول سيئ حتى ولا أقل مراتبه وهو التأفف وقد أمر الله بالدعاء لهما بالرحمة حال الحياة وحال الممات. يقول ابن كثير عند الآية السابقة: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ} أي لا تسمعهما قولاً سيئًا حتى ولا التأفيف الذي هو أدنى مراتب القول السيئ ولا تنهرهما أي ولا يصدر منك إليهما فعل قبيح كما قال عطاء بن أبي رباح (١) في قوله ولا تنهرهما أي لا تنفض يدك عليهما ولما نهاه عن القول القبيح والفعل القبيح أمره بالقول الحسن والفعل الحسن فقال وقل لهما قولاً كريمًا أي لينًا طيبًا حسنًا بتأدب وتوقير وتعظيم {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} أي: تواضع لهما بفعلك {وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} أي: في كبرهما ثم


(١) فقيه الحجاز أبو محمد عطاء بن أبي رباح تابعي من مولدي جند اليمن وأمه سوداء تسمى بركة وكان صبيا نشأ بمكة وتعلم الكتاب بها فكان مفتي مكة ومحدثها وهو من أجلاء الفقهاء وهو مولى لبني فهر وكان على ما قال ابن قتيبة أسود سمع عائشة وأبا هريرة وابن عباس , وقال أبو حنيفة ما رأيت أفضل منه وكان من أحسن الناس صلاة, ت:١١٤هـ وله ثمان وثمانون سنة. انظر: تذكرة الحفاظ/الذهبي:٤/ ٢٣٥, وشذرات الذهب/ ابن العماد: ج١/ص١٤٧.