للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صومعة فجاءت أمه وقال حين دعته جعلت كفها فوق حاجبيها ثم رفعت رأسها إليه تدعوه فقالت يا جريج أنا أمك كلمني فصادفته يصلي فقال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فرجعت ثم عادت في الثانية فقالت يا جريج أنا أمك فكلمني قال اللهم أمي وصلاتي فاختار صلاته فقالت اللهم إن هذا جريج وهو ابني وإني كلمته فأبى أن يكلمني اللهم فلا تمته حتى تريه المومسات قال ولو دعت عليه أن يفتن لفتن قال وكان راعي ضأن يأوي إلى ديره قال فخرجت امرأة من القرية فوقع عليها الراعي فحملت فولدت غلامًا فقيل لها ما هذا قالت من صاحب هذا الدير قال فجاؤوا بفؤوسهم ومساحيهم فنادوه فصادفوه يصلي فلم يكلمهم قال فأخذوا يهدمون ديره فلما رأى ذلك نزل إليهم فقالوا له سل هذه قال فتبسم ثم مسح رأس الصبي فقال من أبوك قال أبي راعي الضأن فلما سمعوا ذلك منه قالوا نبني ما هدمنا من ديرك بالذهب والفضة قال لا ولكن أعيدوه ترابًا كما كان ثم علاه» (١)

لقد استجاب الله عز وجل دعاء الوالدة على ولدها وإن كان داخلاً في عبادة الله فقد كان عليه طاعة


(١) أخرجه البخاري: ٣/ ١٢٦٨، ومسلم: ٤/ ١٩٧٦ واللفظ له.