تلك الصحف، وأن الثقل والخفة بحسب صحة العمل وبحسب الإخلاص فيه. وكما في الحديث الذي فيه قول الله تعالى لموسى:«لو أن السماوات السبع والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة، مالت بهن لا إله إلا الله» وهذا في حق من أخلص توحيده، ونطق بهذه الكلمة عن إخلاص وصدق ويقين.
قال ابن عمر: توزن صحائف أعمال العباد وهذا هو الصحيح وهو الذي ورد به الخبر.
قال ابن فورك: وقد أنكرت المعتزلة الميزان بناء منهم على أن الأعراض يستحيل وزنها إذ لا تقوم بأنفسها ومن المتكلمين من يقول: إن الله تعالى يقلب الأعراض أجساما فيزنها يوم القيامة وهذا ليس بصحيح عندنا (١)
والصحيح أن الموازين تثقل بالكتب التي فيها الأعمال مكتوبة وبها تخف وقد روي في الخبر ما يحقق ذلك وهو أنه روي أن ميزان بعض بني آدم كاد يخف بالحسنات فيوضع فيه رق مكتوب فيه لا إله إلا الله فيثقل فقد علم أن ذلك يرجع إلى وزن ما كتب فيه الأعمال لا نفس الأعمال وأن الله سبحانه يخفف الميزان إذا أراد بما يوضع في كفتيه من الصحف التي فيها الأعمال وفي صحيح مسلم عن صفوان بن محرز قال: قال رجل لابن عمر: كيف