للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يطلبه، ولكن إذا ابتلي به فليصبر، وليرض بقضاء الله وقدره، ولتطمئن نفسه بذلك، روى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: «قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً؟ قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان صلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض، وما عليه خطيئة» (١) أخرجه الإمام أحمد، والترمذي وقال هذا حديث حسن صحيح، ورواه ابن حبان، وابن ماجه، وصححه الألباني، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط» (٢) رواه ابن ماجه والترمذي وقال حديث حسن، وحسنه الألباني.

فيا أخي المسلم المبتلى نصيحتي لك أن تصبر على قضاء الله وقدره، وتصبر على البلاء، وتطمئن نفسك وترضى بما قدره الله عليك، فذلك أمر مطلوب منك شرعًا، فلا تتسخط ولا تقل مسني البلاء دون غيري، ولماذا مرضت وغيري صحيح؟ ولماذا أصبت بهذه العاهات والأوجاع وغيري يتقلب في صحة وعافية؟ إياك أن يخدعك الشيطان فتسيء الظن بربك فيحبط عملك، فاصبر على قضاء الله، والصبر واجب، وإن انتقلت إلى ما فوق الصبر وهو الرضا


(١) سنن الترمذي الزُّهْدِ (٢٣٩٨)، سنن ابن ماجه الْفِتَنِ (٤٠٢٣)، مسند أحمد (١/ ١٨٥)، سنن الدارمي الرِّقَاقِ (٢٧٨٣).
(٢) سنن الترمذي الزُّهْدِ (٢٣٩٦)، سنن ابن ماجه الْفِتَنِ (٤٠٣١).