للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} أي: إن أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم، مخالفون للحق ناكبون عنه (١) (٢)

ومن المعلوم أنّ من أعظم وظائف ولاة أمر المسلمين حفظ الدين وإصلاح الرعية.

ثم إنّ هذا الإصلاح له طرق عدة يجتهد فيها الإمام، فيعمل بما هو أقرب إلى إصلاح الناس، وما يسلكه الإمام في ذلك هو من السياسة الشرعية.

قال ابن عقيل (٣) "السِّيَاسَةُ ما كان فِعْلاً يَكُونُ معه الناس أَقْرَبَ إلى الصَّلاَحِ وَأَبْعَدَ عن الْفَسَادِ، وَإِنْ لم يَضَعْهُ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ نَزَلَ بِهِ وَحْيٌ"

هذا وقد ذكر بعض أهل العلم أنّ من الوسائل التي يسلكها ولي الأمر في تأديب الرعية وإصلاحهم، وزجرهم عن فعل الفواحش، ترك الصلاة على الفساق منهم إذا ماتوا؛ ليكون ذلك ردعًا للفسقة، وزجرًا


(١) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢/ ٦٨).
(٢) تفسير القرآن العظيم لابن كثير (٢/ ٦٨). ') ">
(٣) هو أبو الوفاء علي بن عقيل البغدادي، المقرئ الفقيه الأصولي الواعظ، من أعيان أئمة المذهب الحنبلي، ولد سنة ٤٣١ هـ. من تصانيفه: كتاب الفنون. توفي سنة ٥١٣ هـ (المنهج الأحمد ٣/ ٧٨ - ٩٧، المقصد الأرشد ٢/ ٢٤٥ - ٢٤٨).