للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إني قد زنيت فطهرني، وإنه ردها، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله لم تردني؟ لعلك أن تردني كما رددت ماعزا، فوالله إني لحبلى، قال: إما لا (١) فاذهبي حتى تلدي، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: هذا قد ولدته، قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه، فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، فقالت: هذا يا نبي الله قد فطمته، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها، فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال: مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس (٢) لغفر له، ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت» (٣)

وجه الدلالة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها وقد رجمت في الزنى (٤)


(١) أي: إذا أبيت أن تستري على نفسك وتتوبي وترجعي عن قولك. (شرح صحيح مسلم للنووي ١١/ ٢٠٣، الديباج على مسلم للسيوطي ٤/ ٣٠٢).
(٢) هو من يأخذ من التجار إذا مروا مكسا، أي: ضريبة باسم العشر، وأصل المكس: الجباية، ويطلق على الظلم. (النهاية ٤/ ٣٤٩، لسان العرب ٦/ ٢٢٠).
(٣) أخرجه مسلم (٣/ ١٣٢٣) [١٦٩٥].
(٤) المحلى (٥/ ١٧٠). ') ">