للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به، إذا أتى به المكلف قُبل منه لا محالة، وترتب عليه المقصود ترتب الجزاء على الشرط والمسبَّب على السبب، وما كان كذلك كان أتم العبادة)) (١) (٢)؛ والعبادة فيها معنى التذلل والخضوع لله سبحانه وتعالى (٣) وهي تشمل كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، والداعي مقبل على الله تعالى، معرض عما سواه؛ مظهر الذلة والمسكنة والافتقار إلى الله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة» (٤) وتحقيق العبادة هو مقصد المقاصد، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وباستقراء تكاليف الشريعة تبين دورانها على تحقيق المصالح للعباد ودفع المفاسد عنهم في الدنيا والآخرة؛ فهي تمنحهم في الدنيا السعادة وطمأنينة القلب ونحو ذلك، وفي الآخرة الجنة ورضوان الله تعالى (٥) فـ ((الشارع وضع الشريعة على اعتبار المصالح باتفاق)) (٦) فأحكام الشريعة ترجع إلى حفظ مقاصدها في الخلق، وهي الضروريات والحاجيات


(١) فيض القدير، للمناوي ٢/ ٤٤.
(٢) فيض القدير، للمناوي ٢/ ٤٤. ') ">
(٣) ينظر: فيض القدير، للمناوي ٣/ ٥٤٠، عون المعبود، للعظيم آبادي ٤/ ٢٤٧. ') ">
(٤) أخرجه الترمذي في سننه، كتاب فضائل القرآن ٥/ ٢١١، رقم ٢٩٦٩، وقال: ((هذا حديث حسن صحيح)).
(٥) ينظر: مقاصد الشريعة الإسلامية، لليوبي ٣٩١. ') ">
(٦) الموافقات، للشاطبي ١/ ١٣٩. ') ">