للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والتحسينيات (١) وكل ما يحفظ هذه المقاصد فهو مصلحة، وكل ما يفوتها فهو مفسدة (٢) وبالأدعية الشرعية ييسر الله للعباد مصالحهم في العاجل والآجل، ((فإذا كان كل خير فأصله التوفيق، وهو بيد الله لا بيد العبد، فمفتاحه الدعاء، والافتقار، وصدق اللجأ، والرغبة والرهبة إليه، فمتى أَعْطَى العبدَ هذا المفتاح فقد أراد أن يفتح له، ومتى أضله عن المفتاح بقي باب الخير مرتجًا دونه .. وما أُتِي من أُتِي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء .. ولا ظَفِر من ظَفِر- بمشيئة الله وعونه- إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء)) (٣) فالعباد محتاجون للشريعة؛ لأن فيها مصلحتهم، ومفتقرون إلى الله؛ ليطرحوا بين يديه بالدعاء، طالبين منه أن يحفظ عليهم دينهم وأنفسهم وأموالهم وعقولهم ونسلهم وأعراضهم، وهذه هي مقاصد الشريعة؛ فإن ((الشرع لا يعتبر من المقاصد إلا ما تعلق به غرض صحيح، محصّل لمصلحة أو دارئ لمفسدة)) (٤) وهو يحيط بجزئيات من المصالح قد لا تحيط بها عقول الناس (٥) وعلى المسلم أن يكون قصده في الدعاء موافقًا لقصد


(١) ينظر: المرجع السابق ٢/ ٧. ') ">
(٢) ينظر: المستصفى، للغزالي ١/ ٢٧٨. ') ">
(٣) الفوائد، لابن القيم ١٢٧/ ١٢٨. ') ">
(٤) الفروق، للقرافي ١/ ١٩٤. ') ">
(٥) ينظر: مقاصد الشريعة الإسلامية، لليوبي ٤٥٢. ') ">