للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الشارع، وألاّ يقصد خلاف ما قصده الشارع؛ لأنه خُلق لعبادة الله، فعليه أن يعمل على وفق ما أراده الله، و ((لا ريب أن الأذكار والدعوات من أفضل العبادات، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع لا على الهوى والابتداع)) (١) وإذا كان الواجب الدعاء بالأدعية المشروعة، فإن الأفضل الدعاء بالأدعية المأثورة ((وجميع الأدعية المأثورة مدارها على هذا، وعلى دفع ما يضاده، وعلى تكميله وتيسير أسبابه، فتأملها)) (٢)

وبتتبع الأدعية المأثورة وجدت أن لها علاقة واضحة بحفظ مقاصد الشريعة، وأُجمل بيان ذلك بالأمثلة، على النحو التالي:

أولاً- أمثلة لأدعية مأثورة لها معان عامة تتعلق بحفظ مقاصد الشريعة عمومًا، فقد «كان النبي صلى الله عليه وسلم يستحب الجوامع من الدعاء» (٣) أي: الجامعة لخير الدنيا والآخرة (٤) ومن هذه الأدعية:

أ- الدعاء الوارد في قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (٥)


(١) مجموع الفتاوى، لابن تيمية ٢٢/ ٥١٠. ') ">
(٢) مدارج السالكين، لابن القيم ١/ ٧٨. وينظر أهمية الأدعية المأثورة: ص ٨. ') ">
(٣) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب الدعاء ١/ ٤٦٧ رقم ١٤٨٢، وصححه الألباني.
(٤) ينظر: عون المعبود، للعظيم آبادي ٤/ ٢٤٩. ') ">
(٥) وكان أنس رضي الله عنه إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، فإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه. أخرجه مسلم في صحيحه، الذكر والدعاء والتوبة، باب فضل الدعاء بـ "ربما آتنا في الدنيا حسنة .. ٤/ ٢٠٧٠ رقم ٢٦٩٠.