للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والدين بمعنى الأحكام المشروعة ضروري لتوفير قواعد العدل والمساواة بين الناس وحفظهم من مزالق الأهواء والشهوات (١) فحاجة الناس إلى الدين ضرورية أكثر من حاجتهم إلى كل شيء (٢) حاجة تقتضيها حياتهم وآمالهم وآلامهم، فالإنسان بحاجة إلى ركن شديد يأوي إليه، وإلى سند متين يعتمد عليه إذا ألمت به الملمات، وحلّت بساحته الكوارث، فيمنحه الدين قوة عند الضعف، وأملاً عند اليأس، ورجاء لحظة الخوف، وصبرًا في البأساء والضراء (٣) وهو الذي يجلب له السعادة والطمأنينة والحياة الطيبة {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} وقد سمى الله الدين والشريعة روحًا، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} وإذا عدمت الروح فقدت الحياة.

٢ - إن الدين بما يشمله من معنى التعبد والطاعة، هو الطريق الموصلة


(١) ينظر: المقاصد العامة للشريعة الإسلامية، ليوسف العالم ٢٢٦. ') ">
(٢) ينظر: مفتاح دار السعادة، لابن القيم ٢/ ٣٨٣. ') ">
(٣) ينظر: مدخل لمعرفة الإسلام، للقرضاوي ١٦. ') ">