للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى الجنة، قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} أي: ظفر بالخير كله، وعاش في الدنيا حميدًا وفي الآخرة سعيدًا (١) وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} بل إن الله سبحانه وتعالى وعد الطائعين بمرافقة أقرب عباد الله إلى الله، فقال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا}

٣ - إن الدين ينمي لدى المسلم شعورا بمسؤوليته الذاتية تجاه نفسه ومجتمعه، وتجاه ربه، عن أفعاله كافة؛ إذ هو يصرف النفوس عن شهواتها، ويعطف القلوب عن إرادتها، حتى يصير قاهرا للسرائر، زاجرًا للضمائر، رقيبًا على النفوس في خلواتها، نصوحًا لها في ملماتها، فكان الدين أقوى قاعدة في صلاح الدنيا واستقامتها، وأجدى الأمور نفعًا في انتظامها وسلامتها (٢)

٤ - فالدين ضروري للعبد في الدنيا والآخرة، ((فكما أنه لا صلاح له


(١) ينظر: تفسير البغوي ١/ ٣٧٩، فتح القدير، للشوكاني ٤/ ٤٣٧. ') ">
(٢) ينظر: أدب الدنيا والدين، للماوردي ٢٢٦. ') ">