للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في آخرته إلا باتباع الرسالة، فكذلك لا صلاح له في معاشه ودنياه إلا باتباع الرسالة؛ فإن الإنسان مضطر إلى الشرع، فإنه بين حركتين: حركة يجلب بها ما ينفعه، وحركة يدفع بها ما يضره)) (١) وكان بعض السلف يقول: ((هلموا إلى طاعة الله، فإن في طاعة الله درك الدنيا والآخرة)) (٢) وما شرعت الطاعات إلا لنفع العباد في العاجل والآجل (٣)

ولهذا كان حفظ الدين أهم الضروريات الخمس، ومقصد المقاصد، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ} وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري» (٤) أي: ((الذي هو حافظ لجميع أموري، فإن من فسد دينه فسدت جميع أموره، وخاب وخسر في الدنيا والآخرة)) فلو تعرض الدين للضياع أو التحريف والتبديل لضاعت المقاصد الأخرى، وخربت الدنيا، ولو راعى


(١) مجموع الفتاوى، لاين تيمية ١٩/ ٩٩. ') ">
(٢) تفسير القرطبي ١٨/ ٢٦١. ') ">
(٣) ينظر: الموافقات، للشاطبي ٢/ ٦. ') ">
(٤) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم يعمل ٤/ ٢٠٨٧ رقم ٢٧٢٠.