للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الضلال (١) والرَّشَد: ((الاهتداء والديمومة عليه)) (٢)

والهداية نوعان: النوع الأول: هداية مجملة، وهي الهداية للإيمان. والنوع الثاني: هداية مفصلة، وهي الهداية إلى معرفة تفاصيل الأحكام، والإعانة على فعل ذلك، فالهداية يحتاج إليها كل مؤمن ليلا ونهارا، ولهذا أمر الله عباده أن يقولوا في كل ركعة من صلاتهم: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} وإذا كان الأمر كذلك فينبغي للمؤمنين أن يجتهدوا في طلب الهداية من الله تعالى اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، ويتأكد طلب الهداية لمن يتصدر للأمور المهمة كالقضاء والفتيا، فقد كان السلف -رحمهم الله- يوصون المفتين وأمثالهم بطلب الهداية من الله والتوفيق إلى الحق (٣)

ب- وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم أصحابه طلب الهداية من الله، ويرشدهم أن يقولوا في صلاة الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت» (٤) ومعناه: ثبتني على الهداية، وزدني من أسبابها لأصل إلى أعلى مراتب


(١) ينظر: زاد المسير، لابن الجوزي ٥/ ١٠٩، تفسير ابن كثير ٣/ ١٠٠، تيسير الكريم الرحمن، لابن سعدي ٤٧١. ') ">
(٢) أضواء البيان، للشنقيطي ٣/ ٢٠٧. ') ">
(٣) ينظر: اقتضاء الصراط، لابن تيمية ١/ ٤٦٧، إعلام الموقعين، لابن القيم ٤/ ٢٥٧. ') ">
(٤) أخرجه أبو داود في سننه، كتاب الصلاة، باب القنوت في الوتر ١/ ٤٥٢ رقم ١٤٢٥، وصححه الألباني.