للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبادتك، واجعلني في جملة من هديتهم من الأنبياء والأولياء والصالحين (١) فالعبد ((محتاج إلى الهدى في كل لحظة، وهو إلى الهدى أحو منه إلى الأكل والشرب)) (٢) والله يحب أن يسأله العباد جميع مصالح دينهم ودنياهم (٣) وأهمها الهداية إلى الدين الصحيح والاستقامة عليه.

كما كان يوجههم إلى طلب الثبات على الدين والوفاة عليه.

ج- وقد نقل إلينا القرآن حرص الأنبياء عليهم السلام على الاستقامة، وتضرعهم إلى الله أن يتوفاهم مسلمين، فهذا يوسف عليه السلام، يقول: {أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} فبعد أن حصل يوسف على نعمة الولاية والملك، وعلى نعمة العلم وتعبير الرؤيا التي رآها، واجتمع شمله بالأهل، تاقت نفسه إلى الأمنية والمقصد الأسمى فدعا الله أن يثبّته حتى يتوفاه على الإسلام ويلحقه بالصالحين، ((وأشار بقوله: {تَوَفَّنِي مُسْلِمًا} إلى النعمة العظمى وهي نعمة الدين الحق)) (٤) والصالحون: هم المتصفون


(١) ينظر: شرح حصن المسلم، مجدي الأحمد ٢٠٦. ') ">
(٢) مجموع الفتاوى، لابن تيمية ١٤/ ٣٢٠. ') ">
(٣) ينظر: جامع العلوم والحكم، لابن رجب الحنبلي ١/ ٢٢٥. ') ">
(٤) التحرير والتنوير، لابن عاشور ٧/ ٢٢١٥. ') ">