للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعدوا مرافقة أقرب عباد الله إلى الله وأرفعهم درجات عنده)) (١) وكان بعض السلف يقول: ((هلموا إلى طاعة الله، فإن في طاعة الله دَرْكَ الدنيا والآخرة)) (٢) بطاعة الله واجتناب نواهيه، فـ ((الدين يتضمن معنى الخضوع والذل، يقال: دنته فدان، أي ذللته فذل، ويقال: يدين الله ويدين لله، أي: يعبد الله ويطيعه ويخضع له، فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له .. والعبادة أصل معناها: الذل أيضًا، يقال: طريق معبد، إذا كان مذللاً قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل لله تعالى بغاية المحبة له)) (٣) وبهذا يتحقق المقصد من وضع الشريعة، وهو ((إخراج المكلف عن داعية هواه، حتى يكون عبدا لله اختيارا كما هو عبد لله اضطرارا)) (٤) وفي دعاء الله وذكره ((أكبر العون على طاعته، فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها، ونعيمه وسروره بها)) (٥)


(١) الكشاف، للزمخشري ١/ ٢٦٣. ') ">
(٢) تفسير القرطبي ١٨/ ٢٦١. ') ">
(٣) مجموع الفتاوى، لابن تيمية ١٠/ ١٥٢. ') ">
(٤) الموافقات، للشاطبي ٢/ ١٦٨. ') ">
(٥) الوابل الصيب، لابن القيم ١٠٥. ') ">