كتاب مجلة البحوث الإسلامية

المبحث الثالث الأدعية المأثورة وعلاقتها بمقصد حفظ الدين من جانب الوجود - المطلب الثالث طلب التوفيق لتقوى الله وطاعته وأن يتقبلها - ج: 95 - ص: 345

ومن الأدعية التي وردت في ذلك:

أ- أنه كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك الهدى، والتقى، والعفاف، والغنى» (١)

ومثله ما ورد أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا رسول الله إني أريد سفرا فزوّدني، قال: زودك الله التقوى، قال: زدني، قال: وغفر ذنبك، قال: زدني بأبي أنت وأمي، قال: ويسر لك الخير حيثما كنت» (٢) وهذا دعاء في صورة الإخبار؛ معناه: اللَّهُمَّ زوِّده التقوى، وكذا في الأدعية التي بعده (٣) وأطلق "الهدى والتقى" ليشمل كل ما ينبغي أن يهتدي إليه من الإيمان والطاعات ومكارم الأخلاق، وكل ما يجب أن يتقي منه من الشرك والمعاصي ورذائل الأخلاق (٤)

ب- الدعاء الذي اشتملت عليه سورة الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ} فإنه من أعظم ما

---

(١) أخرجه مسلم في صحيحه، الذكر والدعاء، باب التعوذ من ش ما عمل ومن شر ما لم يعمل ٤/ ٢٠٨٧ رقم ٢٧٢١.
(٢) أخرجه الترمذي في سننه، الدعوات ٥/ ٥٠٠، رقم ٣٤٤٤، قال الترمذي: ((هذا حديث حسن غريب))، وقال الألباني: ((حسن صحيح)).
(٣) ينظر: شرح حصن المسلم، مجدي الأحمد ٣٠٠. ') ">
(٤) ينظر: تحفة الأحوذي، للمباركفوري ٩/ ٣٢٤. ') ">