للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتعلمه الإنسان من العلوم المفيدة؛ لأن المقصود من العلم العمل، وكل علم شرعي فطلب الشارع له إنما يكون من حيث هو وسيلة إلى التعبد به لله؛ أن الشرع إنما جاء بالتعبد، وهو المقصود من بعثة الأنبياء عليهم السلام، بل جاء الوعيد الشديد على من علم ولم يعمل بعلمه (١) والعلم بالله تعالى يقوي جانب الخوف والمراقبة ويُعظم جانب الرجاء في قلب العالِم، فيدفعه ذلك إلى عبادة الله، يقول تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} فـ ((كلما كانت المعرفة للعظيم القدير العليم، الموصوف بصفات الكمال، المنعوت بالأسماء الحسنى، كلما كانت المعرفة به أتم والعلم به أكمل، كانت الخشية له أعظم وأكثر)) (٢)

ج- ومثل ذلك ما ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الصبح يقول حين يسلّم: «اللهم إني أسألك علمًا نافعًا .. » (٣) الحديث


(١) ينظر: تحفة الأحوذي، للمباركفوري ١٠/ ٤١، فيض القدير، للمناوي ٢/ ١٣٣، فقه الأدعية والأذكار، للبدر ٢/ ٤٩٥.
(٢) تفسير ابن كثير ٣/ ٧٢٩. ') ">
(٣) أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة رقم ٥٤، وحسن إسناده عبد القادر وشعيب الأرناؤوط في تحقيق كتاب زاد المعاد، لابن القيم ٢/ ٣٧٥.