للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أ- الدعاء الوارد في قوله تعالى: {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} أي: لا تُمِلها عن الهدى والقصد، فتصرفها عن هداك بعد إذ وفقتنا للإيمان بمحكم كتابك ومتشابهه {وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} أي: هب لنا من عندك توفيقا وثباتا للذي نحن عليه من الإقرار بمحكم كتابك ومتشابهه {إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ} يعني: إنك تهب عبادك التوفيق والسداد للثبات على دينك وتصديق كتابك ورسلك (١)

ب- وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الكفر وما يجرّ إليه، فكان يقول في دبر الصلاة: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر» (٢) وهذا الحديث يتضمن توجيه المسلم إلى أن يعتصم بالله أن يحفظ عليه دينه، ويعصمه من الكفر والفقر؛ لأن الفقر ربما يكون سببًا إلى الكفر (٣) ولا يعتصم ويلتجأ من جميع المخاوف والشدائد وتقلبات الأحوال إلا به سبحانه وتعالى


(١) ينظر: تفسير الطبري ٣/ ١٨٧. ') ">
(٢) أخرجه النسائي في سننه، صفة الصلاة، باب التعوذ في دبر كل صلاة ٣/ ٧٣ رقم ١٣٤٧، وصححه الألباني.
(٣) ينظر: دور القيم والأخلاق في الاقتصاد الإسلامي، للقرضاوي ١٠٢. ') ">