قوته قبل المعركة، ويقتصد بالمجهود ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويحرص على أمن رجاله حرصا بغير حدود، خططه مرنة، يتعاون تعاونا وثيقا مع القيادة من جهة ومع رجاله من جهة أخرى، ويديم معنويات قواته، ويؤمن لها أمورها الإدارية.
يتحلى بالطاعة والضبط المتين، ولا يخالف الأوامر التي تصدر إليه، ولا يحب الفتنة ولا يحب أهلها ولا يسعى إليها بسيفه أو يده أو لسانه أو بها جميعا، فمصلحة المسلمين ووحدة كلمتهم وصفوفهم هي هدفه الأعلى الذي يسعى إلى تحقيقه بكل ما يستطيع من قوة وتصميم وعزم.
ولم يكن يحب الإمارة ولا يسعى إليها، ولكنه لا يمتنع عن توليها باعتبارها تكليفا لا تشريفا.
لقد كان من أولئك القادة الذين يعملون لعقيدتهم ولإخوانهم في العقيدة، ولا يعملون لأنفسهم ولذوي قرباهم، فمصلحته الخاصة لا شيء بالنسبة للمصلحة العامة للإسلام والمسلمين، وماله وروحه في خدمة الإسلام والمسلمين.
ولولا الإسلام لم يكن عبد الرحمن شيئا مذكورا، لذلك وهب كل شيء يملكه ويقدر عليه للإسلام.