ابن حبان: أخبرني محمد بن المنذر، حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا مؤمل بن يهاب، عن يزيد بن هارون، قال: كان بواسط رجل يروي عن أنس بن مالك، أحرفا، ثم قيل: إنه أخرج كتابا عن أنس، فأتيناه، فقلنا له: هل عندك من شيء من تلك الأحرف؟ فقال: نعم، عندي كتاب عن أنس. فقلنا: أخرجه، فأخرجه، فنظرنا، فإذا هي أحاديث شريك بن عبد الله فجعل يقول: حدثنا أنس. فقلنا: هذه أحاديث شريك. فقال: صدقتم، حدثنا أنس بن مالك، عن شريك، قال: فأفسد علينا تلك الأحرف التي سمعناها منه، وقمنا عنه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم في كتاب " الرد على الجهمية "، له: حدثنا أبي، وأبو زرعة، قال: كان يحكى لنا أن هنا رجلا من قصته هذا، فحدثني أبو زرعة، قال: كان بالبصرة رجل، وأنا مقيم سنة ثلاثين ومائتين، فحدثني عثمان بن عمرو بن الضحاك عنه، أنه قال: إن لم يكن القرآن مخلوقا فمحا الله ما في صدري من القرآن. وكان من قراء القرآن. فنسي القرآن، حتى كان يقال له: قل: (بسم الله الرحمن الرحيم). فيقول: معروف، معروف. ولا يتكلم به. قال أبو زرعة: فجهدوا به أن أراه، فلم أره.
وقال الحافظ أبو القاسم اللالكائي: وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس الحنظلي، مما سمع منه، يقول: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين، والتمسك بمذاهب أهل الأثر، مثل الشافعي، وأحمد، وإسحاق، وأبي عبيد، ولزوم الكتاب والسنة، ونعتقد أن الله -عز وجل- على عرشه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير وأن الإيمان يزيد وينقص، ونؤمن بعذاب القبر، وبالحوض، وبالمساءلة في القبر، وبالشفاعة، ونترحم على جميع الصحابة. . . . وذكر أشياء.