للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فلما أصبح الغد، جئت إلى المسجد لا أسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء، فمر بي علي فقال: أما آن للرجل أن يعود؟ قلت: لا. قال: ما أمرك، وما أقدمك؟ قلت: إن كتمت علي أخبرتك؟ قال: أفعل. قلت: قد بلغنا أنه قد خرج نبي. قال: أما قد رشدت! هذا وجهي إليه، فاتبعني وادخل حيث أدخل، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي، وامض أنت.

فمضى، ومضيت معه، فدخلنا على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، اعرض علي الإسلام، فعرض علي، فأسلمت مكاني، فقال لي: يا أبا ذر، اكتم هذا الأمر، وارجع إلى قومك، فإذا بلغك ظهورنا، فأقبل، فقلت: والذي بعثك بالحق، لأصرخن بها بين أظهرهم.

فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش، إني أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فقاموا، فضربت لأموت، فأدركني العباس، فأكب علي، وقال: ويلكم تقتلون رجلا من غفار، ومتجركم وممركم على غفار! فأطلقوا عني، فلما أصبحت، رجعت، فقلت مثلما قلت بالأمس، فقالوا: قوموا إلى هذا الصابئ، فصنع بي كذلك، وأدركني العباس، فأكب علي.

فهذا أول إسلام أبي ذر. أخرجه: البخاري ومسلم من طريق المثنى بن سعيد، عن أبي جمرة.