أخبرنا إسحاق بن طارق، أنبأنا ابن خليل، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا الحداد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب، حدثنا أبو العباس السراج، حدثنا المفضل بن غسان، حدثنا وهب بن جرير، عن أبيه، سمعت أبا رجاء يقول: بلغنا أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن على ماء لنا يقال له سند فانطلقنا نحو الشجرة هاربين بعيالنا، فبينا أنا أسوق القوم، إذ وجدت كراع ظبي، فأخذته فأتيت المرأة، فقلت: هل عندك شعير؟ فقالت: قد كان في وعاء لنا عام أول شيء من شعير، فما أدري بقي منه شيء أم لا، فأخذته فنفضته فاستخرجت منه ملء كف من شعير، ورضخته بين حجرين، وألقيته والكراع في برمة لنا، ثم قمت إلى بعير، ففصدته إناء من دم، وأوقدت تحته، ثم أخذت عودا فلبكته به لبكا شديدا حتى أنضجته، ثم أكلنا. فقال له رجل: وكيف طعم الدم؟ قال: حلو.
محرز بن عون: حدثنا يوسف بن عطية، عن أبيه: دخلت على أبي رجاء فقال: بعث النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان لنا صنم مدور، فحملناه على قتب، وتحولنا ففقدنا الحجر، انسل فوقع في رمل، فرجعنا في طلبه فإذا هو في رمل قد غاب فيه، فاستخرجته، فكان ذلك أول إسلامي، فقلت: إن إلها لم يمتنع من تراب يغيب فيه لإله سوء وإن العنز لتمنع حياها بذنبها، فكان ذلك أول إسلامي. فرجعت إلى المدينة وقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عمارة المعولي: سمعت أبا رجاء يقول: كنا نعمد إلى الرمل فنجمعه ونحلب عليه فنعبده، وكنا نعمد إلى الحجر الأبيض فنعبده.
قال أبو الأشهب: كان أبو رجاء العطاردي يختم بنا في قيام لكل عشرة أيام.
قال ابن عبد البر وغيره: مات أبو رجاء سنة خمس ومائة وله أزيد من مائة وعشرين سنة.
وقال غير واحد من المؤرخين: مات سنة سبع ومائة وقيل: سنة ثمان.